الجمعة، 7 يوليو 2017

قصة و سيرة غيرية بعنوان " حب بلا عنوان " ! رائعة .

   انها الساعة العاشرة مساء , و قد حان موعد نوم أختي الصغيرة , جلست بالقرب منها فطلبت مني أن أحكي لها قصة فهي لا تستطيع النوم , فكرت طويلا فلم أدرك متى تحركت شفتاي و بدأتا بالكلام : سأحكي لك قصة أميمة فتاة غاية في الجمال , شقية , انفعالية و كثيرة الضحك , أجبرها والداها على الانتقال من مدرسة خاصة الى مدرسة عمومية خلال المرحلة الابتدائية , لكن سرعان ما تأقلمت مع الأجواء و كونت صداقات جديدة . 

مرت الأيام بسرعة , و أصبح لها مجموعة من الأصدقاء , و من بينهم ياسر الذي و مع مرور الوقت أصبح يحبها شيئا فشيئا . في البداية لم تكن أميمة تحبه , بل كان مجرد صديق عادي , لكن بعد مدة قصيرة استطاع أن يفوز بقلبها , و عرض عليها أن تصبح صديقته فوافقت و السعادة تغمرها من كل جانب , جرت مسرعة نحو صديقتها لتخبرها بالأمر . استمرت علاقتهما على نحو جيد حتى بات الجميع يعرف أنهما يحبان بعضهما , و منذ ذلك الوقت بدأت المشاكل بينهما فقد أصبح الكل يريد التفريق بينهما , لكنهما وعدا بعضهما أنهما سيظلان معا مهما حدث . 


شارف العام الدراسي على نهايته , فتقابلا في اخر يوم ليودعا بعضيهما و يتحدثا قليلا , حلت العطلة الصيفية و لم يعد بامكانهما التواصل كثيرا , فما عادت تراه و لا هو يراها , لكن قلبيهما ظلا على اتصال . بعد مدة , قرر ياسر السفر الى أحد أقاربه , فأخبرها بذلك و بأنه سيطيل البقاء هناطك , فودعته و هي تبكي و اخر ما قالته " أحبك " رغم أن قلبها لم يكن مطمئنا , و بالفعل فقد تعرف ياسر على أصدقاء جدد و أعجب بقتاة أخرى , و لمل عاد لاحظت أميمة تغيره المفاجئ و سألته عن السبب فأخبرها بكل برودة دم أنه مل منها و لم يعد يريد البقاء معها , جاء وقع تلك الكلمة عليها كالصاعقة , سقطت دموع متتابعة من عينيها , أصبحت حالتها سيئة , لا تتحدث الى أحد , لا تفعل شيئا سوى البكاء , فاقترحت أسرتها أن تسافر لربما يغير السفر من حالها , لكن ذلك أدى الى وقوع ما لم يحتسب له أحد , فبعد أن خرجت العائلة كلها و تركوا أميمة لوحدها في المنزل , رأت عقارا تركه عمها و طلب من أمها ابعاده عن الصغار , فتناولته بدون أية تفكير , لما عادت العائلة وجدوها ملقاة على الأرض و حالتها يرثى لها فنقلوها بسرعة الى المشفى , لما عادت ابنة خالها الى المنزل وجدت هاتفها فوق السرير فأخبرت ياسر عن باب الخطأ بما جرى مع أميمة , فأنبه ضميره و ندم على ما فعل . 
بعد مدة طويلة عادت أميمة الى مدينتها لكن حالتها لم تتحسن أبدا , و بقيت هكذا حتى بدأ العام الدراسي الجديد فذهبت رفقة زملائها للتسجيل في المدرسة , بدأ  العام الدراسي , و حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم . مر الوقت و عاد ياسر ليخاطبها و يعتذر و يطلب منها أن يعودا كيفما كانا في الأول , لكنها لم تستطع مسامحته بسرعة و طلبت منه أن يعطيها بعض الوقت , فنصحها أصدقاءها بالابتعاد عنه لكن قلبها لو يطاوعها , ثم عادت علاقتهما كما كانت و اسمترت بدون مشاكل الى أن ظهرت فتاة جديدة ادعت أنها تحب ياسر و بدأت تهدد أميمة عبر بعث رساشل اليها , و مع اقتراب عيد ميلادها بعتث لها رسالة تهددها بقتلها . في ذلك اليوم خرجت أميمة للذهاب الى المدرسة صباحا , كان الشارع فارغا , فجرت مسرعة نحو المدرسة الى أن قطع طريقها شابين و طلبا منها الابتعاد عن ياسر فلما رفضت ضربها أحدهم , فأعاد ما قاله و لما رفضت ثانية قام بضربها بسكين حاد على مستوى يدها فدخلت المدرسة و هي منهمكة في البكاء , فلم تركز جيدا , لما دق جرس الاستراحة , اجتمع حولها صديقاتها اللواتي قدمن لها الهدايا بمناسبة عيد ميلادها , لكنها كانت مصدومة  , و سألنها عن سبب الجرح في يدها فأخبرتهم بالقصة كاملة . مرت الأيام و لم يضعف أي شيء من حبها لياسر الى أن وصل منتصف السنة الدراسية , فقد علمت أميمة أن ياسر سيسافر خارج البلاد و ذلك يعني أنها لن تراه مجددا و أنه لن يعود , فالتقيا لاخر مرة و ودعا بعضيهما و الدموع تنهال من عينيهما , أصبحا فيما بعد يتواصلان فقط عن طريقة مواقع التواصل , ذلك ما سهل نسيان ياسر لها , لكن هي لي تنسه أبدا , فطلب منها الابتعاد عنه , اعتقدت أنه يمزح لكنه كان جادا و منذ ذلك الحين و هما منفصلان عن بعضهما , غير أنها لم تنسه أبدا و ما زالت تحبه , فهل ستنساه ؟ 

    ما ان أنهيت قصتي حتى رأيت أختي الصغير تبكي و هي تقول : 

ــ تبا له فهو لا يستحقها ! 

   جلست قربها حتى خلدت للنوم لكني بقيت أفكر في ردة فعلها التلقائية تلك و ما لا تعلمه أن هذه قصة واقعية لأعز أصدقائي . 

هناك تعليق واحد:

اشترك بقناتنا للمعلوميات

  اضافة الى هذا الموقع فلنا قناة على اليوتيوب تهتم بالجانب التقني و المعلوماتي و التي نسعى من خلالها لتقديم شروحات بسيطة و هادفة لتطوير المحتوى العربي في المجال المعلوماتي .

اعــــــــــــــــــــــــلان

صفحة الفيسبوك