أحببتها فما استأذنت في حبها , فحاولت دق باب قلبها فأبى أن يجيب أحد . حاولت الانصراف لكن منعني صوت رقيق قال : " اذهب فقد قدمت استقالتي من عالم الحب " . كانت هذه آخر جملة سمعتها من حلم راودني قبل مدة قليلة .
اني طفل في الخامسة عشر من عمره , من أهم هواياتي : عالم المعلوميات و التقنية , اخترقت مواقع و حسابات و ألعاب متعددة , لكن ما استحال علي هو اختراق قلبها , فما وجدت و لو ثغرة بسيطة تمكنني من ذلك . عدت من المسجد يوم الجمعة و أمسكت قصة طويلة شرعت في تأمل معانيها , فداهمني الوقت و غصت في نوم عميق .
وجدت نفسي في عالم غريب كله متاهات و أنفاق , لم أعلم أين أذهب و لم أجد شخصا أسأله , فتحركت باتجاه الأمام الى أن صادفتني لافتة كتب عليها : أهلا بكم في العالم الرقمي . كانت الصدمة قوية , فقد سبق و صادفت أثناء بحتي في الحاسوب ما سمي بالعالم الرقمي , و ما اكتشفته عن هذا العالم فهو الذي يجمع جميع الأجهزة التكنولوجية فيما بينها و منه تمر الرسائل و الاتصالات الالكترونية و كل ما يتعلق بهذا المجال .
فكنت فضوليا لأتجسس على رسائلها و أعرف ما يدور في رأسها و أجد طريقة للوصول الى قلبها الذي بات يظهر لي قريبا بعد وصولي لهذا العالم , لكن تبين لي أنني لا أملك سوى ثلاث فرص للحياة و ان خسرت هذه الفرص الثلاث قبل أن أكسب قلبها فسأموت و لن أستطيع العودة لوطني . بدأت رحلتي الشاقة و أنا متطلع لأعرف ما تخفيه من أسرار خصوصا و أنها تحب شخصا اخر , لكن هذا لم يضعف من عزيمتي بل زادني اصرارا , بعد مدة وجدت نفسي في غرفة مغلقة و مظلمة لا سبيل للخروج منها الا بالاجابة على السؤال المطروح , و قد جاء السؤال على الشكل التالي : المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة , فما هي هذه الكلمة ؟ ما ان سمعت اللغز حتى حركت شفتاي مسرعا بالاجابة دون أية تفكير , و قلت : الحب . و بالفعل كان جوابا صحيحا و فتحت البوابة أمامي فوضعت أمر الفوز بقلبها أمام عيني و انطلقت مسرعا للبحث عن رسائلها , فجأة أوقفني أحدهم و هو يعزف على الناي , فنظر الي مبتسما و قال : عد من حيث أتيت , فما تبحث عنه هو ملك لي . فسارعت باجابته : كيف تريد اقناعي بشيء لم يسبق أن فكرت فيه , ربما ليس ملكي , لكن لن يوقفني لا أنت و لا غيرك عن تحقيق حلمي . فما كدت أنهي كلامي حتى جرى نحوي و قام برميي في مسبح عميق حتى اختنقت و انقطعت أنفاسي , فلما استيقظت أدركت أني فقدت فرصة الحياة الأولى و لم يتبقى معي سوى فرصتين , فداهمني بعض الخوف , و أربكتني بعض التساؤلات التي دارت في بالي : ماذا ان لم أفز بقلبها ؟ ماذا ان كانت تكرهني ؟ رغم ذلك تابعت طريقي و واصلت التفكير بها , الى أن صدفت صفا طويلا من البوابات كل باب يحمل أعلاه حرفا فتوقفت أمام الحرف الأول من اسمها و دخلت , ما هذا ؟ يا لهذا الخيال ؟ عندما رأيت تلك الرسائل المكتوبة و الصوتية تتحرك و كذا الفيديوهات و كلما يتعلق بهذا المجال , فأمسكت بأحد مقاطع الفيديو الذي كان يتحرك بسرعة فائقة و كأني امتطيت فرسا , غمرتني الشعادة , توقف الفيديو أمام رسائها فبعضها أعجبني و اخر أحزنني و الباقي جعلني أسقط من الضحك , استمتعت بتلك اللحظات الى ان وقف رجل ضخم بهيئة وحش شرير حاول ضري بمطرقة حديدية يحملها . لكني تجنبتها و ابتعدت عنه ثم بادرت بالسؤال :
ــ من أنت ؟
ــ من تظن نفسك حتى تقترب من محبوبتي ؟ أنا الذس سيقضي عليك ؟
أفزعتني كلماته , فأغمضت عيني و بدأت أتأمل صورتها حتى تحولت الى بطل خارق و أصبحت أملك قوى خارقة , هذا ما زادني عزيمة على مواجهة الشرير و الفوز بقلبها .
نشب بيننا قتال عنيف فهذه لكمة من هذا الجانب و هذا هجوم من الجانب الاخر , وسط النزال خدعني ذلك الشرير فتظاهر بأنه أصبح طيبا بعد أن أحكمت قبضتي عليه و أنه سيتركني في حالي ما ان أعفو عنه , لكني كنت مغفلا فما ان تركته حتى هاجمني من الخلق و أفقدني فرصتي الثانية في الحياة , ذلك ما أثار غضبي فهجمت عليه بكل ما أحمل من قوة و قضيت عليه لكني لم أتوقف عن ضربه , أصبحت حالتي يرتى لها فظهر أمامي قلبها فتقدمت نحوه و ما سمعت هو ذلك الصوت الذي قال : اذهب فقد قدمت استقالتي من عالم الحب ! كل لكمات ذلك الشرير لم تقضي علي لكن كانت هذه الكلمة ضربة قاضية و لم أستطع تحمل ردها فسقطت أرضا عندها أدركت أني فقدت فرصتي الثالثة ما ان غبت عن الوعي حتى أيقظتني أمي قائلة : استيقظ أيها الكسول لقد نمت كثيرا , ألم تكتفي ؟ أكتفي ؟ كيف أكتفي بهذا النوم و من أحبها تحب أحدا غيري , للأسف ليس باليد حيلة , يجب أن أنسى و أستمر في حياتي الطبيعية , لكن أسأستطيع نسيانها ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق