الخميس، 6 أبريل 2017

قصة عجيبة بعنوان " عالم اللاشيء " .

    
 عاش والد هزيم حياته عالما يحاول اثباث امر واحد مفاده ان هناك عالما اخر به كائنات حية اخرى , و ظل متشبتا و مؤمنا بفكرته , لكنه مرض مرضا شديدا فظل يفكر في فكرته و ما سيحل بها بعد موته , فحاول الافضاح عن هذا الامر للعلن لكي يستطيع احد اخر متابعة عمله بعد موته . لكن الناس وصفوه بالمجنون و سخروا منه , فلم يكن امامه الا ان يطلب من ابنه هزيم الذي ما زال في سن الخامس عشرة ان يتم عمله و بحثه .
عالم اللاشيء



  بعد مدة ليست بالطويلة توفي والد هزيم و لم يحضر جنازته اي شخص ما عدا هزيم و جدته , لم يكن له أصدقاء , لكن ذلك لم يوقفه عن اتمام عمل والده , و بالفعل بدأ من الصفر و درس و حلل كل ما توصل اليه والده , و اهتمامه ببحث والده جعله يهمل دروسه  و يتهاون فيها حتى أنه أصبح ضعيف النظر و نحيفا جدا . 

عالم اللاشيء

  بعد مرور أربع سنوات و في ليلة مظلمة , كان هزيم يقوم بأبحاثه , فتسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة كلها , ثم عاد بعد مدة وجيزة الا انه عاد بشكل مفاجئ فتكونت دوامة كهربائية نقلت هزيم من العالم الواقعي الى عالم جديد سمي بعالم اللاشيء و هو اسم على مسمى فهو مجرد مكان فارغ او بالاحرى فضاء فسيح لا شيء فيه , بعد وضول هزيم لهذا العالم قامت مجموعة من الكائنات بمحاصرته و حملته الى زعيمهم ليرى في أمره , فتبين لهم أنه من كوكب الأرض و هو بدوره حكى لهم قصة والده و محاولته لايجاد عوالم أخرى , فأعجبوا به و قرروا مساعدته على العودة الى عالمه , فبدأ يبحث عن الفجوة الزمنية التي خلقها لكن دون جدوى , و خلال تلك المدة التي قضاها هزيم بعالم اللاشيء تعرف على صديق جديد اسمه " أورو " الذي عرّفه أكثر بعالمه و حدثه عن قومه الذي ادعى انهم يملكون قوى خارقة , و الذي لاحظه هزيم هو كون عالمهم نقيا أكثر من البياض و غير ملوث .
عالم اللاشيء

  استطاع هزيم بمساعدة أصدقائه الجدد أي يجد طريقة للعودة الى عالمه , كان الوداع صعبا , فتقدم أورو نحو هزيم و ربت على كتفه ثم وضع يده فوق رأسه فأحس هزيم بشعور غريب لكنه لم يعره أي أهمية , عاد هزيم الى وطنه فرحا جدا و أسرع نحو زملائه ليخبرهم بما حدث , فسخروا منه : ابن المجنون صار مجنونا !! و بدوا بالضحك و الاستهزاء به فجرى مبتعدا عنهم , في ذلك اليوم حدثث أمور غريبة فقد استطاع هزيم ان يحل امتحانا لمستوى أعلى منه , و لم يعد بحاجة لاستعمال النظارات فجرى نحو ملعب كرة السلة يحاول فهم ما يجري معه , فاذا بمجموعة من الصبية الصبية يتقدمون نحو هزيم و يبدأون بمضايقته و السخرية منه , فقام هزيم برمي الكرة على أحدهم فاذا بها تنطلق بسرعة رهيبة نحوه , ففوجئ هزيم بما قام به بينما هرب الصبية الاخرون , فتذكر هزيم ما حدث معه قبل عودته فقد وضع اورو يده على راسه و ربما كان لهذا سر في قوته فحاول العودة الى عالم اللاشيء و تمكن من ذلك , لكنه وجده في دمار شامل , فبحث عن أورو الذي أحبره أن الفجوة التي خلقها تسببت في انتقال جميع أشكال التلوث من عالمه الى عالم اللاشيء , فصدم مما سمع و عاد بسرعة لعالمه ليحاول ايقافهم و نهيهم عما هم في صدد فعله مرة أخرى ثم رحل , بعد مدة قصيرة ساهم هذا التلوث في تكوين رجل شرير اسمه " راغا " , بدأ بتدمير كل شيء يجده أمامه لكن هدفه كان كوكب الأرض فزرع الرعب في العالم و بدأت كل الفضائيات و الاعلام يتحدثون عنه , الشيء الذي وصفوه بانه معجزة ان تم ايقافه فتردد هزيم في ان يقوم بمواجهة راغا أولا علما أن الناس وصفوه بالمجنون , لكنه تذكر كلام أبيه : " لا تكن يا بني كالذين سمعوا أو الوطن غال فباعوه " , مما جعله يهب مسرعا نحو راغا لمقاتلته مرتديا بزة بطل خارق , و وقف أمام راغا ثم دار بينهما الحوار التالي : 


ــ راغا : من أنت بحق الجحيم ؟ 

ــ هزيم : أنا من سيضع نهاية لأفعالك . 
ــ راغا : لا تكن متعجرفا يا حشرة فأنت لا تعرف مقدار قوتي . 
ــ هزيم : ( ضاحكا ) : ما أعلمه هو أنه لو كان لكلام الناس قيمة لما كان كيس القمامة أغلى من الجرائد . 


عالم اللاشيء

فغضب راغا و بدأ القتال بينهما , هذا القتال كان شرسا و ضاريا , و كانت الغلبة في معظم أوقاته للشرير راغا , فسقط هزيم أرضا و بدأ راغا يسخر منه , فتراء لهزيم خيال أبيه و هو يقول : " الشيء الوحيد الذي يجعلنا أقوى هو اليقين التام بأن الأمر كله بيد الله و أن الحياة ستمضي مهما حدث " .                                                                                                                 
  فقام هزيم و وضع هزيمة راغا أمام نصب عينيه فهاجمه بكل ما أوتي من قوة و هو يبكي من كل ما مر به من سخرية و اهانة لكن ذلك زاده قوة فستطاع هزيمة راغا بعد قتال عنيف , فجرى الناس نحو هزيم لمعانقته و الاحتفال بنصره لكن سقوط القناع عن وجهه أوقفهم في مكانهم  , فقد كانت الصدمة أكبر من الفرحة فمن نعتوه بالمجنون هو منقذهم . 
  في اليوم التالي حضر العمدة الى وسط المدينة الذي كان مكتظا بالناس للاحتفال بانجاز هزيم العظيم و وطنيته الحرة , و اعترفوا بأنه و أباه كانا على حق و أنهم المخطئون فاعتذروا عن ذلك و خصص ذلك اليوم يوم عطلة يجتمع فيه الناس في معرض كبير للعلوم و الأبحاث تقديرا لفكرة والد هزيم التي باتت أهم حدث في تاريخ البشرية جمعاء , ثم عاد هزيم الى عالم اللاشيء فلم يصدٌ ما وجده ... !! انتظرونا في جزء ثان لهذه القصة الى اللقاء . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اشترك بقناتنا للمعلوميات

  اضافة الى هذا الموقع فلنا قناة على اليوتيوب تهتم بالجانب التقني و المعلوماتي و التي نسعى من خلالها لتقديم شروحات بسيطة و هادفة لتطوير المحتوى العربي في المجال المعلوماتي .

اعــــــــــــــــــــــــلان

صفحة الفيسبوك